
هذه الصورة التي قد لا تكون مفهومة لكثيرين بيعت قبل أسبوعين بأكثر من 69 مليون دولاراً. السؤال هو لماذا قد يفكر أحدهم أن يدفع ملايين الدولارات على هكذا منتج؟ الجواب في التفاصيل المتوارية والمختبئة، والقصة التي ترويها قد تستحق أكثر من ذلك بكثير
القصة وما فيها:
- صانع الصورة رجل أمريكي اسمه الحقيقي Mike Winkelmann ومعروف بشهرة Beeple. هو يهوى التصميم الرقمي وصنع الصور الرقمية في عام 2008 ، بدأ الرجل بنشر صورة رقمية جديدة كل يوم. أسس موقع إلكتروني تحت اسم Everydays، حيث كان ينشر الصور هناك.
- زاد عدد المتابعين، وتوجه إلى منصة الإنستغرام وصار ينشر كل يوم صورة على حسابه. لمدة 13 عاماً، لم ينقطع يوماً واحداً. العائد المادي المتحقق مباشرة من الصور خلال الأعوام الماضية ليس شيئاً عظيماً، ومع ذلك استمر في نشر صورة رقمية جديدة كل يوم.
- حسابه على الإنستغرام يتابعه أكثر من مليونين، ورسوماته لاقت رواجاً ملحوظاً على الإنترنت وفي المؤتمرات المختلفة. عرض قطعتين كتحفتين رقميتين NFTs في نهاية العام الماضي، وحققتا أرقاماً جيدة. قبل عدة أسابيع قصدته دار مزاد علني شهيرة، وقدموا له عرضاً مذهلاً.
- عرضهم كان هو تجميع كل الصورة الرقمية التي صنعها Beeple خلال 13 عاماً في صورة فسيفسائية واحدة؛ أي حوالي خمس آلاف صورة رقمية في صورة واحدة كبيرة. كل صورة تروي قصة يوم مختلف، وتجميعها في لوحة ما ستقدم بعداً مختلفاً. بعد المزاد العلني، هذه الصورة بيعت مقابل ٦٩ مليون دولاراً.
- في مقابلة لموقع Vice في عام 2018. سألوه إن كان يتصور مسبقاً استمراره كل هذه المدة. أجاب أنه كل يوم يستيقظ مريداً تطوير نفسه. فسألوه عن طريقة فعلها. أَلَم تمرض؟ أَلَم يتوقف الإلهام؟ ألم تسافر في أي يوم خلال الأعوام الماضية؟ رد على السؤال أن بعض الصور تحتاج إلى ساعات، وبعضها إلى خمس دقائق، وبإمكانك الابداع خلال خمس دقائق. هناك أيام، كنت أكون فيها مريضاً جداً، ومع هذا كنت أجلس خلف الشاشة اصنع الرسوم. بعضها كان سيئاً، ولكن شغفي للمشروع ككل كان هو الدافع الحقيقي. خطط مسبقاً. إذا كنت ستخرج مع أصدقائك، انجز الرسم أولاً؛ لأنك لن تفعلها بعد ذلك. إذا كنت مسافراً، استيقظ مبكراً وقم بعمل الصورة، ثم أكمل يومك.
- لماذا 69 مليون دولاراً مقابل الصورة؟! قد يكون بسبب الالتزام والإخلاص للفكرة من عام ٢٠٠٧ وحتى اللحظة، وقد يكون للقصة الفريدة التي تقدمها، وقد يكون للزمن الذي احتاجت إليه، وقد يكون للشغف منقطع النظير، وقد يكون لأفواج المتابعين من خلفه، وقد يكون للقيمة التي تمثلها. وربما هو خليط من ذلك كله
تعليقات
إرسال تعليق